تقرير اقتصادي: الذكاء الاصطناعي يغيّر سوق العمل والنساء الأكثر تضرراً

تقرير اقتصادي: الذكاء الاصطناعي يغيّر سوق العمل والنساء الأكثر تضرراً
الذكاء الاصطناعي- أرشيف

أظهر تقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات العالمية برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) أن وظائف النساء أصبحت أكثر عرضة للخطر في ظل التوسع المتسارع في استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تراجع أهمية الشهادات الجامعية في متطلبات التوظيف، لا سيما في الوظائف المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

وكشف التقرير أن سوق العمل يشهد انخفاضًا واضحًا في الاعتماد على المؤهلات الأكاديمية التقليدية، وخاصة في الوظائف التي تتكامل مع الذكاء الاصطناعي، بحسب ما ذكر موقع "إربيان بيزنس" اليوم الجمعة. 

وتراجعت نسبة هذه الوظائف التي تتطلب شهادة جامعية من 66% في عام 2019 إلى 59% في عام 2024، أي بانخفاض قدره 7 نقاط مئوية، أما في الوظائف المرتبطة بأتمتة الذكاء الاصطناعي فقد كان التراجع أكثر حدة، حيث انخفضت النسبة من 53% إلى 44%، أي بتراجع 9 نقاط مئوية.

وظائف النساء أكثر هشاشة 

وأظهر التقرير أن النساء يعملن بنسب أعلى من الرجال في وظائف معرضة لأتمتة الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشير إلى فجوة تأثير محتملة على أساس النوع الاجتماعي. 

وفي جميع الدول التي شملها التحليل، تبيّن أن عدد النساء العاملات في وظائف قابلة للأتمتة يفوق عدد الرجال، ما يُنذر بأن الضغط على مهارات النساء سيكون أشد ويفرض تحديات إضافية أمامهن لمواكبة متطلبات سوق العمل الجديدة.

ويتوقع الخبراء أن يكون الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيس لتغيير سوق العمل في عام 2025، سواء على مستوى العالم أو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

تحولات في طبيعة الوظائف

وتشير التقديرات إلى أن المرحلة المقبلة ستتسم بديناميكية عالية في حركة التوظيف، وتحولات هيكلية في طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة.

بالإضافة إلى التوسع في استحداث وظائف جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتحليل المتقدم للبيانات، والتركيز على الإنتاجية والتوسع التكنولوجي.

ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط كعامل تهديد، بل كأداة ذات تأثير تحويلي إيجابي من خلال تعزيز القدرات البشرية وخلق أدوار جديدة بدلًا من مجرد إلغاء وظائف قائمة.

إلغاء 75 مليون وظيفة

بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، يُتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء 75 مليون وظيفة بحلول عام 2025، وخلق 133 مليون وظيفة جديدة خلال الفترة نفسها، وتحقيق زيادة صافية في الوظائف بنحو 58 مليون وظيفة عالميًا.

ويشير هذا إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم مخاطره، يحمل فرصًا كبيرة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، شرط أن تتمكن القوى العاملة من التكيّف السريع معه عبر التعلم المستمر، تطوير المهارات التكنولوجية والرقمية، والاستعداد لمهن مرنة ومتعددة التخصصات.

يُسلّط التقرير الضوء على فجوة محتملة بين الجنسين في التأثر بالتحول الرقمي، ويؤكد أن المهارات وليس الشهادات هي التي سترسم مستقبل التوظيف. 

وينبّه إلى ضرورة إعادة تأهيل القوى العاملة النسائية، لا من باب العدالة فقط، بل لضمان اقتصادات شاملة ومستقرة في عصر الذكاء الاصطناعي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية